رفع سن التقاعد من 60 الى 62 عاماً

رفع سن التقاعد من 60 الى 62 عاماً. أقتراح قال به عدد من أفراد المجتمع، والمؤسسات الرسمية. وخاصة بعض أعضاء مجلس الشورى. وبالرغم من الاتفاق على المقترح إلا ان لكل من نادى به مبررات تختلف عن الاخرين بيد انها جميعها تؤدي الى نفس الاقتراح. نشأ نظام التقاعد السعودي عام 1364هـ وتم اجراء بعض التعديلات عليه الى ان كان اخر نظام تقاعد مدني الذي صدر عام 1393هـ . وهذا النظام متعلق بموظفي الدولة المدنيين. كما توجد أنظمة تقاعد للعسكرين. ونظام تقاعد اخر هو التأمينات الاجتماعية للفئات الأخرى التي لا تخضع لنظام مؤسسة التقاعد . وقد صدر نظام التأمينات الاجتماعية في عام 1389هـ وتم تطبيقه على مراحل مع بداية عام 1393 هـ . التأمينات الاجتماعية كنظام كانت تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وعندما أنشئت وزارة العمل انفصلت التأمينات الاجتماعية وأصبحت تابعة لوزارة العمل. فرع المعاشات في التأمينات الاجتماعية يغطي العامل او العاملة السعودية بحيث يحصل على راتب في حالة تقاعده اما اجباري او اختياري. واشترط النظام حد ادنى ان يكون للعامل عشر سنوات اشتراك مع مؤسسة التأمينات الاجتماعية، في حالة التقاعد الاجباري بسبب السن او العجز الدائم. اما التقاعد الاختياري المبكر فقد اشترط حد ادنى 300 شهر أي 25 عام. في المقابل اشترط نظام التقاعد المدني حد ادنى 20 عاماً مدة اشتراك كي يحصل الموظف المحال على التقاعد الاجبار بسبب العمر على  معاش تقاعدي. بالرغم من الاختلافات الأخرى بين النظامين اللذين من المفروض يتم التنسيق بينهما حسب ما ذكر مع صدور نظام التأمينات الاجتماعية الأخير عام 1421 هـ بتشكيل لجنة لدمج النظامين حيث ان ما يستقطع من الموظف في كلا النظامين 9% والمستفيد هو مواطن سعودي حيث ان نظام التأمينات الاجتماعية فرع المعاشات لا يغطي العمال الغير سعوديين. السؤال المشروع هو لماذا نظام التأمينات الاجتماعية يقرر ان الحد الأدنى 10 سنوات في حين ان نظام التقاعد جعلها 20 عاماً؟ أي ان الموظف المؤمن عليه في نظام التقاعد اذا لم يكمل المدة سوف يحصل على تسوية أي دفعة مقطوعة. الهدف الرئيس من كلا النظامين هو التكافل الاجتماعي وتكريم الانسان عندما يتوقف مصدر دخله بسبب الشيخوخة او المرض او الوفاة او العجز. بيد ان نظام التقاعد بشروطه في الحد الأدنى بدل ان يحارب الفقر في المجتمع هو يؤسس له.

المبررات التي قدمت كانت تنظر لمصلحة مقدم الاقتراح وليس للمصلحة العامة. كل نظم التقاعد في العالم حددت الحد الأدنى للحصول على المعاش التقاعدي خمسة عشر عاماً والحصول على معاش كامل بعد مرور 35 سنة.

في استعراض المبررات يتضح ان  مقدم الاقتراح كان يشغل منصب محافظ مؤسسة التأمينات الاجتماعية وفي تبريره ان مؤسسة التقاعد ومؤسسة التأمينات الاجتماعية قد تفلس بسبب الصرف على اعداد المتقاعدين. وسارعت مؤسسة التقاعد ممثلة في مديرها بتأيد المقترح وفي نفس الوقت تمجيد النظام القائم وانه افضل نظام تقاعد في العالم. دون ان يوضح ماهي مميزات هذا النظام؟

اما أعضاء مجلس الشورى الاخرين فقد كان البعض منهم اكاديمي وقارب على سن التقاعد الاجباري حسب النظام، فهو يمهد لنفسه، كم نحن في حاجة لنظرة بعيدة المدى. ان في تقاعد بعض الخبرات مقبرة لهذه الخبرات التي تكونت عبر السنين وفيها خسارة فادحة للوطن. في الغرب ارتفع سن التقاعد بحسب ارتفاع معدل متوسطات الاعمار. فهل نستفيد من تجارب الاخرين؟