Saturday 25 April 2020

الغيبة في وسائل التواصل الاجتماعي


الغيبة في وسائل التواصل الاجتماعي

أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة للكل للتعبير عن أراءه ونقل افكاره دون رقيب او حسيب إلا من الذات الواعية. وتعددت وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية كماً ونوعاً و بالتالي تعددت قنوات التعبير عن الرأي او نقل الخبر. البعض منها يقتصر على جماعات مغلقة والبعض الاخر فضاءات مفتوحة للجميع. النوع الاول تشترك مجموعة اجتماعية تجمعها عوامل مشتركة لفتح حساب على أحد تطبيقات التواصل مثل الواتس اب او التلجرام لتبادل الاخبار والرسائل والتهاني او التعزية وتفقد اخبار بعضهم بعض كأفراد الاسرة اومجموعة من الاصدقاء او الزملاء في العمل او الدراسة ومجموعة هواة او محترفي نشاط معين. والنوع الاخر من التطبيقات ينفتح على العالم مثل تويتر او الفيس بوك والسناب او الانستغرام ويضم اشخاص عدة يتابعون صاحب الحساب ويتفاعلون معه تعليقاً على ما يقول بالموافقة او النقد أوالرفض. فوسائل التواصل الاجتماعي هي ناقل إلا ان البعض للاسف اساء التعامل او الاستخدام لهذه الواسائل بنقل شائعات او تعمد الكذب او الغيبة والنميمة أو الافتراء على الاخرين او تشوية سمعة او تقليل من شآن الاخر. وهذه قيم اجتماعية سلبية مدانه من جميع الاديان والمجتمعات والقوانين والنظم والاعراف. بيد ان ما يساعد على نشرها وتداولها هو الثقافة المجتمعية. فالفئات الاجتماعية التي ليس لديها او لا تحمل فكر او قضايا مجتمعية كبيرة وجوهرية تميل الى التحدث عن الاشخاص بالسلبية والتحقير اما لانهم لا يستطيعون ان يكونوا مثلهم او لا يحملون من فكر يمكن ان يناقش ويشغلهم عن التعرض للاخرين . فالغيبة بالرغم من النهي عنها في الدين الاسلامي إلا انها منتشره ويمارسها الكثير ولولا انها ستحدث ما كان نهى عنها الشارع الحكيم . ومن الناحية السوسيولوجية والانثروبولجية فان الغيبة والنميمة تنتشر في الفارغ الذي يخلو من فكر او من قضايا كبيرة تهم افراد المجتمع وبالتالي ينشغلوا عن ذلك بالنميمة والحسد وتقليل شأن الاخرين. لهذا لا يكون للغيبة مكان في وسط الجماعات المهتمة بقضايا كبيرة ومهمة وبين الناجحين في حياتهم . فالغيبة هي وسيلة الفاشلين الخالين من الفكر والثقافة، والمتشائمين والحاقدين واصحاب التفكير بالندرة وليس الوفرة.